الحظ بين الجهد والقدر: كيف يلتقي العمل مع التوفيق لتحقيق النصيب الجميل؟، فالبعض بيعتبر إنه الحظ ممكن يكون جيّد يحلّي حياتهم، والبعض بيعتبره سيء وممكن يؤثر على حياتهم بشكل سلبي، والبعض الآخر بيعتبر أنه فش اشي اسمه حظ وإنه غير مهم.
الحظ بين الجهد والقدر: كيف يلتقي العمل مع التوفيق لتحقيق النصيب الجميل؟
ما هو الحظ
الحظ بين الجهد والقدر: كيف يلتقي العمل مع التوفيق لتحقيق النصيب الجميل؟، فالحظ كما يعتبره بعض الناس هو الأحداث والظروف التي تحدث بالصدفة، وفي بعض المرات يكون دون تدخل أو تخطيط من الشخص، ولكن هذا يتعارض فيما نعلمه نحن المسلمون؛ وهو أنَّ الحظ هو نصيبك أو رزقك الذي كتبه الله لك، بعيدًا عن المعنى العشوائي أو المرتبط بالصدفة.
الحظ في المعتقدات الثقافية
في المجتمعات الشرقية:
الحظ مرتبط بالطاقة الإيجابية أو السلبية؛ فيوجد استخدام لبعض الرموز لجلب الحظ في نظرهم مثل (الفيل، الحدوة، والأرقام الميمونة)
* الحدوة هي قطعة معدنية مقوسة تثبت على حوافر الخيل؛ لحمايتها من التلف أثناء المشي. والأرقام الميمونة هي الأرقام التي يعتقد بعض الناس بأنها تجلب الحظ والسعادة لهم، وهي تختلف من بلد لآخر.
في المجتمعات الغربية:
يُعتبر الحظ جزءًا من المعتقدات الشعبية، مثل "Friday the 13th" كرمز للحظ السيء، و"four-leaf clover" تُعتبر جالبة للحظ.
الحظ في الفلسفة
يعتبر الفلاسفة بأن الحظ هو عشوائي تمامًا؛ أي أنه مجرد تفاعل عشوائي للأحداث، ولا يمكن التحكم فيه.
الحظ والعمل
كثير من الناس يعتقدون أن الحظ يأتي مع الجهد؛ بمعنى أن الأشخاص الذين يجتهدون في العمل تزداد فرصهم لتجربة الحظ الجديد، يقول توماس جيفرسون وهو أحد أبرز الشخصيات في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية: "أنا أؤمن بالحظ، وكلما عملت بجد أكثر، حصلت على المزيد منه".
الحظ وتأثيره في الجينات
في دراسات في مجلة Nature، نُشرت نتائج أن الأشخاص الذين يشعرون بأنهم محظوظون، قد يكون لديهم نوع من الجينات التي تؤثر على طريقة استجابتهم للتحديات والمواقف؛ فيُعتقد أن الأشخاص الذين يشعرون بالتفاؤل والثقة، هم أكثر قدرةً على الاستفادة من الفرص بسبب استجابتهم النفسية الإيجابية.
الحظ في الإسلام
الحظ بمعناه المُرتبط بالصدفة البحتة أو القوى الخارجة عن إرادة الله هو أمر غير مُعترف به في الإسلام، فكل ما يحدث للإنسان في حياة الإنسان هو قضاء وقدر من الله جل جلاله.
ولكن من الممكن استخدام كلمة "الحظ" في اللغة العربية عند الإشارة إلى نصيب الشخص أو رزقه، وهذا يتوافق مع الشريعة الإسلامية لأنه من الله.
الإسلام يؤكد أن الحظ (النصيب) هو ما يقدّره الله للإنسان بناءً على عمله ودعائه وسعيه، ولا يعتمد على الصدف أو الأمور والقوى الخارجة عن إرادة الله.
دلائل من القرآن والسنة على الحظ
قال تعالى: "وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35)" سورة فص
قال حبيبنا الرسول (ص): "لا عدوى ولا طيرة، ويُعجبني الفأل." (رواه البخاري ومسلم)
فالحديث يشير ويؤكد على التفاؤل والثقة بالله إلى جانب العمل والسعي، ونفى حبيبنا التشاؤم والاعتماد على الصُدف.
الحظ بين الجُهد والقَدَر
لو كنتَ تعتمد في حياتك على الحظ فقط، فإنت من الناس الي بتفكر إنه حياتهم كاملة تُدار بالصدفة، من دون ما يتطلّعوا على أهمية العمل والسعي والاجتهاد.
أما لو كنت شخص بتشوف إنه التوفيق من ربنا، فإنت من الأشخاص الي بآمنوا بالجُهد والقدر، وبتآمن إنه التوفيق ما بيتحقَّق إلا بالسعي والاجتهاد ومن ثم الأخذ بالأسباب؛ أي التوكل على الله، لقول نبينا محمد (ص): "احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز"
أقوال مأثورة عن الحظ (النصيب):
- الحظ لا يزور إلا من يستحقه.
- لا يوجد حظ سيء، هناك فقط سوء التخطيط.
- الحظ فرصة تُتاح فقط لمن يستعد لها.
- الحظ لا يعطيك كل شيء، لكنه يفتح أمامك أبواب الفرص.
- النجاح هو 1% إلهام، و99% عَرَق وجُهدن والحظ ليس له علاقة.
- من يعتقد أن الحظ هو الذي صنع النجاح، يجهلُ تمامًا قيمة العمل والتخطيط.
- الحظ يتبع أولئك الذين يلاحقون أحلامهم، ويختبئ عن الكسالى.
كيف ننظر للحظ (النصيب) بشكل إيجابي
- الاجتهاد والتوكل ومن ثم الاعتماد على الله.
- التفاؤل وحسن الظن بالله واليقين بأن القادم أجمل.
- التعلم من الفشل، فلا تَعتبر الحظ السيء نهاية المطاف؛ بل فرصة لتحسين الأمور.
- اغتنام الفرص؛ فالحظ الجيد يكون غالبًا نتيجة الاستعداد الجيد.
قانون الجذب والحظ
قانون الجذب فكرة تقول أنك تجذب إلى حياتك ما تفكر فيه بتركيز؛ فمثلًا إذا كنت تركز على الحظ الجيد والفرص، فقد تجد نفسك تلاحق هذه الفرص بشكل غير واعٍ، فيعطيك هذا الشيء انطباعًا بأنك محظوظ، وهذا يتوافق مع الإسلام في إطار التفاؤل والعمل الجاد والسعي خلف الفرص والتوكل على الله.
أما إذا تم فهم موضوع قانون الجذب على أنه قوة خارقة أو قانون مستقل يمكن أن يتحكم في حياة الإنسان دون الاعتماد على الله تعالى، فهذا يتناقض مع الإيمان بأن كل شيء بيد الله، وكل شيء مقدَّر للإنسان من الله، ولا يمكن للإنسان أن يتحكم بمصيره ونصيبه بمعزل عن تقدير الله.
وفي النهاية يا زواري الأعزاء، اسعوا خلف ما تحبون واجتهدوا للحصول على ما تحبون، وادعوا الله أن يجعلكم من أصحاب النصيب الجميل في كل شيء.
مقالات قد تهمكم: